وافقت فاشون نوفا، شركة تجارة الأزياء السريعة عبر الإنترنت، على دفع غرامة قدرها 4.2 مليون دولار للجنة التجارة الفيدرالية الأمريكية (FTC) بسبب إخفاء تقييمات العملاء السلبية. اتهمت اللجنة الشركة بتقديم صورة خاطئة عن آراء العملاء على موقعها الإلكتروني من خلال نشر التقييمات الإيجابية فقط. هذه الممارسة الخادعة رفعت بشكل مصطنع تقييمات المنتجات وحرمت المستهلكين من معلومات قيّمة لاتخاذ قرارات شراء مستنيرة.
كشف تحقيق اللجنة أن فاشون نوفا استخدمت واجهة إدارة تقييمات تابعة لجهات خارجية لنشر تقييمات بأربع وخمس نجوم تلقائيًا مع حجب مئات الآلاف من التقييمات الأقل تقييمًا عن النشر. استمرت هذه الممارسة من أواخر عام 2015 حتى نوفمبر 2019، مما أدى إلى إسكات آراء العملاء المعارضة بشكل فعال. تؤكد اللجنة أن إخفاء التقييمات السلبية يخلق انطباعًا مضللًا عن جودة المنتج ويقوض المنافسة العادلة.
تمثل هذه القضية التاريخية أول إجراء تتخذه اللجنة ضد شركة لإخفاء تقييمات العملاء السلبية. صرح مدير مكتب حماية المستهلك في اللجنة، صموئيل ليفين، بأن “ممارسات التقييم الخادعة تغش المستهلكين وتقوض الشركات الصادقة وتلوث التجارة الإلكترونية”. تُعد تسوية فاشون نوفا بمثابة تحذير للشركات الأخرى التي تمارس ممارسات مماثلة.
بالإضافة إلى الغرامة المالية، يتعين على فاشون نوفا الآن نشر جميع تقييمات العملاء للمنتجات المباعة حاليًا، باستثناء تلك التي تحتوي على محتوى فاحش أو جنسي صريح أو عنصري أو غير قانوني، أو تلك التي لا تتعلق بالمنتج أو تجربة خدمة العملاء. تهدف هذه الشفافية الإلزامية إلى استعادة ثقة المستهلكين وضمان تمثيل دقيق للمنتجات.
ليست هذه هي المرة الأولى التي تواجه فيها فاشون نوفا اللجنة. في عام 2020، دفعت الشركة تسوية بقيمة 9.3 مليون دولار لعدم إخطار العملاء بتأخير الشحن واستخدام بطاقات الهدايا بشكل غير صحيح كتعويض بدلاً من المبالغ المستردة. يؤكد هذا النمط من الانتهاكات المتعلقة بالمستهلكين على أهمية الإجراء الأخير للجنة بشأن التلاعب بالتقييمات.
بالإضافة إلى قضية فاشون نوفا، أرسلت اللجنة رسائل تحذير إلى عشرة من مزودي خدمات إدارة التقييمات، مؤكدة أن إخفاء التقييمات السلبية ينتهك قانون اللجنة. كما أصدرت الوكالة توجيهات محدثة لتجار التجزئة عبر الإنترنت ومنصات التقييم، تحدد أفضل الممارسات لجمع ونشر تقييمات العملاء بشكل أخلاقي وشفاف. تُظهر هذه الإجراءات التزام اللجنة بمكافحة الممارسات الخادعة وحماية المستهلكين في السوق عبر الإنترنت. يهدف النهج الاستباقي للجنة إلى خلق مجال متكافئ للشركات وتمكين المستهلكين بمعلومات دقيقة.